انقطاع الإنترنت، هذا الجمعة 14/04/2017، الذي يخلد فيه كثير من الجزائريين إلى الراحة، أخلط أوراق كثير من مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مقدمتها "الفيسبوك"، الذين لم يجدوا من وسيلة لمواساة بعضهم بخصوص هذه "النكبة الرقمية"، سوى إطلاق العنان لتعليقاتهم الساخرة، مردّدين شعارات على غرار: النوم، الغابة والبحر.. لمواجهة صدمة انقطاع الإنترنت. في حين راح آخرون يفكرون كيف سيقضون يوم الجمعة بلا إنترنت، هل سيبقون في منازلهم ليشاهدوا البرامج التلفزيونية؟ أم يبرمجون نزهة إلى غابة أو فضاء للترفيه والتسلية؟ أم يصلون أرحاما كانوا قد قطعوها اجتماعيا، وتواصلوا معها فقط افتراضيا؟ تعدّدت الخيارات والسؤال واحد: كيف سيمرّ يوم الجمعة بلا فيسبوك؟
وبعيدا عن اعتذارات مؤسسة اتصالات الجزائر، وحكاية أشغال نقل غرفة الكابل البحري، الذي تضرر، ووجب صيانته خلال يوم العطلة، أي هذا الجمعة على مستوى الساحل العنابي، الذي أدى قطعا إلى تذبذب جلي، في حراك الشبكة العنكبوتية، أعلنت منذ نهار أمس الخميس أمة الفايس بوك، التي صارت الحزب والجماعة الأكبر، والأكثر توحدا في الجزائر، ما يشبه حالة الطوارئ القصوى، كل فرد منها يفكر في الطريقة التي سيقضي بها يوم عطلته الجمعة، من دون الإبحار في عالم الفايس بوك، سواء مطالعة أم فضولا أم أن يكون بيدقا أساسيا في رقعة الفايس بوك، الذي توغل في الشرايين، فصار مثل الدم أو الأوكسجين الذي لا يمكن للكثير أن يعيشوا ساعة واحدة من دونه، فما بالك أن يقضوا يوما كاملا من دون هذا التواصل، الذي أخلط الأمور في بعضها، وطار بها ما بين القارات.
تعليق